المائع (السائل) الذي لا تتغيّر لزوجته حتى ولو تغيّرت القوة التي تؤثر عليه يسمّى "مائعًا نيوتونيًا" والمائع الذي تتغيّر لزوجته عندما تتغيّر القوة التي تؤثر عليه يسمّى "مائعًاغير نيوتوني".
وكقاعدة عامة فإن المواد النقية هي عادة موائع نيوتونية. أما الخلائط التي تضم مادتين أو أكثر فكلها تقريبًا موائع غير نيوتونية.
بعض أمثلة الموائع النيوتونية هي: الماء، العسل، زيت الطهي، "ميزوأمي" (سكر سائل ثقيل محوّل من النشا)، محلول ماء السكر، محلول كلوريد الصوديوم، الكحول.
بعض أمثلة الموائع غير النيوتونية هي: الزبدة، الكيتشاب، المايونيز، اللبن الرائب (الزبادي).
يمكن تقسيم الموائع غير النيوتونية إلى موائع بينغهام وموائع شبه بلاستيكية (شبه لدنة) وموائع متوسّعة (متمددة).
يمكن توزيع الزبدة على قطعة خبز بقوة مصدرها السكين، ولكن ما لم يتم استخدام قدر معين من القوة فلن تتحرّك الزبدة. القوة المطلوبة لجعل الزبدة تتحرّك تسمّى إجهاد المطاوعة، والقيمة التي تعبّر عن إجهاد المطاوعة هي قيمة المطاوعة. عندما تكون لمادة ما قيمة مطاوعة لكنها تحافظ على لزوجة ثابتة عند التدفق، بحيث تتصرَف مثل الموائع النيوتونية، فإن المادة تسمّى "مائع بينغهام" (مائع بلاستيكي [لدن]).
المواد التي تنخفض لزوجتها عند تعرّضها لقوة تسمّى موائع شبه بلاستيكية (شبه لدنة). قبل التعرّض للقوة، تكون لهذه المواد لزوجة عالية، بحيث تبدو للوهلة الأولى كموائع بينغهام، لكنها لا تمتلك خاصية قيمة المطاوعة. بعض الأمثلة الشائعة على ذلك هي الأطعمة التي يمكن تعبئتها في حاويات ليّنة شبه أنبوبية، مثل المايونيز أو الكيتشاب، وكلها تقريبًا موائع شبه بلاستيكية. نوع آخر من الموائع التي تتصرّف بطريقة مماثلة للموائع شبه البلاستيكية هو المائع الثيكسوتروبي (*④).
الموائع المتوسّعة هي عكس الموائع شبه البلاستيكية. عند تعرّض الموائع المتوسّعة لقوة، تزداد لزوجتها. من الأمثلة النمطية على الموائع المتوسّعة مزيج بنسبة 1:1 من النشا والماء. عند سكب المزيج برفق فإنه يتدفق كالماء، ولكن عند مزجه بسرعة باستخدام عود فإنه يصبح غليظ القوام ويتحوّل إلى مزيج شبه صلب ويصبح من الصعب سكبه.
تتعرّض الموائع الثيكسوتروبية لانخفاض في اللزوجة عند تعرّضها لقوة. وبهذه الطريقة فإن الموائع الثيكسوتروبية تبدو مماثلة للموائع شبه البلاستيكية، لكن هناك فرقًا رئيسيًا بين هذين النوعين من الموائع وهو أن لزوجة المائع الثيكسوتروبي تتغيّر بمرور الزمن إضافة إلى تغيّرها عند تعرّض المائع لقوة. عندما يتعرّض المائع الثيكسوتروبي لقوة ثابتة، تنخفض اللزوجة، لكن المائع الثيكسوتروبي الذي انخفضت لزوجته إذا تُرِكَ على حالة لمدة زمنية معينة فإنه يعود إلى لزوجته الأصلية. على سبيل المثال، إذا تم تقليب الطلاء فستنخفض لزوجته، الأمر الذي يُسهّل طلائه باستخدام فرشاة أو اسطوانة دارجة. السبب في مزج الطلاء قبل طلائه لا يقتصر على جعل اللون أكثر تجانسًا وانتظامًا، بل يشمل أيضًا استخراج وتحسين الخصائص الثيكسوتروبية للطلاء. وبعد أن يُطلى الطلاء، لا يعود معرّضًا لأي قوة، لذا تزداد لزوجته، الأمر الذي يسمح للطلاء بأن يجفّ دون تساقط قطرات منه. الطلاء المثالي الذي يلتصق على الجدران ولا يتقطّر يستفيد بشكل تام من الخاصية الثيكسوتروبية.